إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) logo الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة
shape
شرح سلم الوصول وأبواب من كتاب التوحيد
113588 مشاهدة print word pdf
line-top
كلام الله تعالى لا يمكن أن يحصى

ثم إن الله -تعالى- قد أخبر بأن كلامه لا يحصى، ولهذا قال الناظم:
جل كلامــه عـن الإحـصـــاء
والحصر والنفـــاد والفنــــاء
لو صـار أقلامـا جـميع الشــجر
والبحر تلقـى فيـه سـبعة أبحــر
والخلـــق تكتبــه بكـــل آن
فنت وليس القـول منــه بـفــان
يعني: أن كلام الله -تعالى- لا يمكن أن يحصى، ولا يمكن أن يحاط به كله؛ فإن كلام الله ليس له بداية ولا نهاية، جل كلامه عن أن يحصيه الخلق، أو عن أن يحصروه، أو عن أن ينفد أو يفنى. فليس له منتهى، لو صارت الشجر كلها أقلاما، والبحر من بعده سبعة أبحر، والخلق تكتبه بكل آنِ؛ فنيت الأقلام وفني البحر، ولا يفنى القول من الله ولا يفنى كلامه، دل على ذلك آيتان من القرآن آية في آخر سورة الكهف: قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا البحار بحار الدنيا التي تشاهدون، والتي قد تغطي أكثر من ثلاثة أرباع الأرض أو نحوها؛ لو كانت مدادا يعني: حبرا، وأضيف معها سبعة أمثالها، فكتب بها كلها؛ نفدت هذه البحار، ولا ينفد كلام الله، لو كُتب بها كلام الله، والآية الثانية في سورة لقمان: وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ يمده؛ يجعله مدادا: مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُر يعني: مثله سبع مرات: مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ أي: لو كان جميع شجر الدنيا من أولها إلى آخرها أقلاما، ولو كانت بحار الدنيا ومثلها معها سبع مرات لو كانت مدادا، يعني: حبرا، فكتب بتلك الأقلام، وكتب بذلك المداد لتكسرت الأقلام وفنيت، ولفنيت البحار، وكلام الله -تعالى- ليس بفان، وكيف يفنى وليس له بداية ولا نهاية، والخلق لهم بداية ونهاية؟!

line-bottom